القائمة الرئيسية

الصفحات

بسم الله والصلاة والسلام على خير رسل الله، اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، جعلنا الله وإياكم من حملة كتابه الكريم. 

أهلَ القرآن، هناك مقدمة في علم التجويد، لا يسع حامل القرآن ودارس التجويد الجهل بها، وسنتناول مسائلها بشكل مبسط ومفهوم بإذن الله.

 

 مقدمة في علم التجويد 

 

* لمحة عن القرآن الكريم

* الأحرف السبعة

* القراءة والرواية والطريق والوجه

* ترجمة الإمام عاصم

* ترجمة الإمام حفص

* ترجمة الإمام الشاطبي

* ترجمة الإمام ابن الجزري

* علم التجويد

* اللحن وأقسامه

*الإستعاذة

* البسملة


 

 ( لمحة عن القران الكريم )

* تعريفه :

لغة : لفظ ( القرآن ) في الأصل مصدر مشتق من قرأ يقال : قرأ ، قراءة ، وقرآنا ، ثم نقل لفظ القرآن من المصدرية وجُعِلَ علماً،   قال تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ) أي قراءته.

اصطلاحاً : هو كلام الله تعالى ، المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم  المكتوب في المصاحف مـن سـورة الفاتحة إلى سورة الناس، المحفوظ في الصدور، المنقـول بـالتواتر، المتعبد بتلاوته، المعجز ولو بأقصر سورة منه.

أسماؤه : ( القرآن - الفرقان - الكتاب - الذكر - الوحي - الـروح – التنزيـل ) هـذه الأسماء المشهورة، وما ذكر دون ذلك فهي صفات   مثل : ( كريم ، مجيد ، نور ، مبارك، عزيز ، مبين ) .

* فضله وفضل تلاوته :

اعلم يا حامل القرآن، أن الله تبارك وتعالى، جعل كتابه للأدواء شفاءاً، ولصدأ القلوب جلاءاً، وأن خير القلوب قلب واع له، وخير الألسنة لسان يتلوه، وخيرالبيوت بيت يكون فيه. 

- قال تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهم أُجُورَهم ويَزِيدَهم مِن فَضْلِهِ إنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ .

- وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله : " إن لله أهلين من الناس قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: " هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته ".

- وعن أبي أمامة (رضي الله عنه) قال: سمعت النبي يقول : "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه". 

- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) قال: قال النبي : " يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإنَّ منزلتك عند آخر آية تقرؤها ". 

- وعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: قال النبي : " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يَـتَتَعـتَعُ فيه وهو عليه شاق له أجران ". 

- وعن سهل بن معاذ الجهني، عن أبيه (معاذ بن أنس) ، أن رسول الله قال: "من قرأ القرآن، وعمل بما فيه، أُلبِسَ وَالداهُ تاجاً يوم القيامة، ضَوْؤُهُ أحسن من ضَوْءِ الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم فما ظنكم بالذي عمل بهذا؟ ".

جعلنا الله وذرياتنا من حملة كتابه، العاملين بما فيه. 

* آداب حملة القرآن الكريم :

- إخلاص النية في طلب العلم. 

- ينبغي لمتعلم القرآن الكريم أن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره. 

- أن يتواضع لمعلمه ويتأدب معه وإن كان أصغر منه سنا وأقل منه شهرة ونسبا، وأن يتواضع للعلم فبتواضعه له يدركه.

وقد قالوا : (العِـلْمُ حَربٌ ِللـفتَى المُتعالِي ... كالسَّيلِ حَربٌ للمكانِ العَالِي) 

- أن ينقاد لمعلمه ويشاوره في أموره ويقبل قوله كالمريض العاقل يقبل قول الطبيب. 

- أن يتأدب مع رفقته وحاضري مجلس معلمه فإن ذلك تأدب مع الشيخ وصيانة لمجلسه. 

- ألا يرفع صوته من غير حاجة، ولا يضحك، ولا يكثر الكلام من غير حاجة، ولا يعبث بيده من غير حاجة، ولا يلتفت يمينا وشمالاً من غير حاجة، بل يكون متوجها إلى الشيخ مصغيا إلى كلامه. 

- أن يكون على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل، وأن يرفع نفسه عن كل ما نهي القرآن عنه إجلالاً للقرآن، وأن يكون ذا سكينة ووقار، فقد ورد عن عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: " ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وبحزنه إذ الناس يفرحون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون ".

- ينبغي أن يحافظ على تلاوة القرآن وأن يكثر منها وخاصة بالليل.

- التبكير في طلب العلم. 

- ينبغي لحامل القرآن ألا يحسد أقرانه، وأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه. 

* آداب تلاوة القرآن الكريم :

- أن ينظف فاهُ بالسواكِ تطهيراً وتعظيماً للقرآن.

- يستحب أن يكون على طهارة.

- يستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف.

- أن يستقبل القبلة ما أمكن.

- أن يكون خاشعاً متدبراً لما يقرأ وان يرتل القرآن ترتيلاً معتنياً بأحكامه.

- أن يبكي عند قراءته فإن لم يبك فإنه يتباكى.

- أن يجتنب الضحك والحديث خلال القراءة إلا كلامًا يُضطرُّ إليه، وأن يغض بصره عند القراءة فلا يلتفت يمينا وشمالا إلا لضرورة. 

- أن ينظر إلى المصحف ولا يهمل ذلك ولا يعتمد على ذاكرته بل يقرأ من المصحف احياناً فالنظر إلى المصحف عبادة.

* آداب استماع القرآن الكريم :

- أن يقبل على سماعه بقلب خاشع يتفكر في معانيه. 

- أن يُحْسِن الإنصات لما يُتلى من قرآن حتى يفرغ القارئ من قراءته، قال تعالى: ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). 

- أن يطلب سماع القرآن من قارئ مُجيد كما قال نبينا لعبد الله بن مسعود: " اقرأ علَىَّ القرآنَ ".

* جمع القرآن وترتيبه :

- يطلق جمع القرآن ويراد به عند العلماء معنيان :

المعنى الأول : جمعه بمعنى " حفظه ".

المعنى الثاني : جمع القرآن بمعنى " كتابته " كله مفرق الآيات والسور، أو مرتب الآيات فقط، وكل سورة في صحيفة على حدة، أو مرتب الآيات والسور في صحائف مجتمعة تضم السور جميعا وقد رتب إحداها بعد الأخرى.

 

أولاً: جمع القرآن على عهد النبي وهو على شقين :

أ- الجمع بمعنى الحفظ في الصدور: 

فقد ورد أن جمعا من الصحابة قد جمعوا القرآن على عهد رسول الله أي حفظوه في صدورهم، منهم: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد قيس بن السكن، وغيرهم. 

ب- الجمع بمعنى كتابته :

فقد تتخذ رسول الله  كُـتَّاباً للوحي من أجلاء الصحابة ك علي ومعاوية وأبي ابن كعب، تنزل الآية فيأمرهم بكتابتها ويرشدهم إلى موضعها من سورتها، ولم تكن هذه الكتابة في عهد النبي في مصحف عام، بل كانت مفرَّقة مكتوبة على ما استقام من جريد النخل، والحجارة البيضاء الدقيقة العريضة، وقطع من الورق والجلد.

ثانيا: جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) :

قد عرفنا أن القرآن كان مكتوبا من قبل على عهد النبي ولكنه كان مفرقا وقد أمر أبو بكر الصديق بجمعه في مصحف واحد مرتب الآيات والسور وأن تكون كتابته غاية في التثبت مشتملة على ما يحتمله الرسم من قراءات مختلفة عن رسول الله التي نزل بها القرآن الكريم، فكان أبو بكر أول من جمع القرآن الكريم بهذه الصفة في مصحف وقد كان الباعث لذلك الخوف من ضياع شيء من القرآن بذهاب حملته حين اشتد القتل بالقراء في معركة اليمامة.

ثالثا: جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان (رضي الله عنه) : 

أما الجمع في عهد عثمان بن عفان (رضي الله عنه) فقد كان عبارة عن نسخ القرآن الكريم في مصاحف على حرف واحد مكتوب حتى يجتمع المسلمون على مصحف واحد، وأمر بحرق ما عداه من المصاحف الأخرى التي كانت عند الصحابة، وكان الباعث على هذا الجمع هو ما وقع من خلاف بين المسلمين في الوجوه المختلفة لقراءة القرآن الكريم حتى كاد يقتل بعضهم بعضا ففعل عثمان ذلك على إجماع من الصحابة بغية درء الخلاف والاجتماع على مصحف واحد على ما يحتمله رسمه من قراءات مختلفة عن رسول الله ﷺ.

 

 

***********************************

 

 

وبكدا نكون انتهينا من الدرس الأول في المقدمة ( لمحة عن القرآن الكريم ) نفعنا الله وإياكم بما قدمنا، وإلى أن نلتقي في الدرس الثاني،  عليكم من الله رضوان ولكم مني سلام ...

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. ما شاء تبارك الله
    مجهود كبير مشكور بإذن الله
    بالتوفيق يا دكتورة وردة

    ردحذف

إرسال تعليق

اترك تعليقاً باستفسارك أواقتراحك، وسيتم الرد عليه بإذن الله