أهل القرآن، كيف الحال ؟
اليوم بإذن الله هنتكلم عن الأحرف السبعة، ف يلا بينا ...
( الأحرف السبعة )
* التعريف : اختلفت آراء العلماء في تفسير الأحرف السبعة إلى أقوال عدة
وصلت إلى خمسة وثلاثين قولاً، والذي يرجحه المحققون من العلماء مذهب أبي الفضل الرازي
وهو أن المراد بهذه الأحرف: الأوجه التي يقع بها التغاير والاختلاف بين القراءات وهي
لا تخرج عن سبعة وهي :
- الأول : اختلاف الأسماء في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث.
أمثلة: قرئ لفظ ( مِسكِـينٍ ) من قوله تعالى: ( فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِـينٍ ) بالجمع " مَسَاكِـينٍ " وبالإفراد " مِسْكِـينٍ ".
ولفظ ( أَخَوَيْـكُمْ ) من قوله تعالى: ( فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْـكُمْ ) بالتثنية " أَخَوَيْـكُمْ " وبالجمع " إِخْوَتِـكُمْ ".
- الثاني: اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر.
أمثلة: فقد قرئ ( تَـطَوَّعَ ) من قوله تعالى: ( فَمَن تَـطَوَّعَ خَيْرَاً ) بصيغة المضارع " يَـطَّوَعْ " وبصيغة الماضي " تَـطَوَّعَ ".
وقرئ ( قَـالَ ) من قوله تعالى: ( قَـالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) بصيغة الأمر " قُـل " وبصيغة الماضي " قَـالَ ".
- الثالث: اختلاف وجوه الإعراب.
أمثلة: قرئ ( آدَمُ ) من قوله تعالى: ( فَـتَـلَقَّـى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَـلِـمَاتٍ ) برفع " آدَمُ " ونصب " كَـلِـمَاتٍ " وقرئ بنصب " آدَمَ " ورفع " كَـلِـمَاتٌ "
- الرابع: الاختلاف بالنقص والزيادة.
أمثلة: قرئ قوله تعالى: ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْـفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ) بزيادة الواو قبل " سَارِعُواْ " وبحذفها.
- الخامس: الاختلاف بالتقديم والتأخير.
أمثلة : قرئ قوله تعالى: ( وَقَـتَلُواْ وَقُـتِلُواْ ) بتقديم " قُـتِلُواْ " على " قَـاتَلُواْ " والعكس.
- السادس: الاختلاف بالإبدال.
أمثلة : قرئ قوله تعالى: ( فَـتَـبَـيَّـنُواْ أَن تُصِيبُواْ ) " فَـتَـثَـبَّـتُواْ أَن تُصِيبُواْ " بإبدال الباء ثـاء، والياء بـاء، والنون تـاء.
- السابع: الاختلاف في اللهجات كالفتح والإمالة والإظهار والإدغام وغير ذلك من تسهيل وتحقيق وتفخيم وترقيق.
* الدليل على نزول القرآن الكريم على الأحرف السبعة :
قد وردت أحاديث متواترة تبين أن القرآن نزل على سبعة أحرف
فعن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه قال: قال رسول الله ﷺ: " أَقْرَأَنِي جبريل على
حرفٍ فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى
انتهى إلى سبعة أحرف ".
* الحكمة من نزول القرآن على الأحرف السبعة :
- التيسير والتخفيف على الأمة، حيث تنوعت لهجاتها واختلفت لغتها، وقد نزل القرآن بالأحرف السبعة تيسيرا على أصحاب اللهجات المختلفة كي يتمكنوا من قراءة القرآن.
- الدلالة على صدق رسالة النبي ومعجزة له ﷺ حيث يقرأ بهذه الأحرف المختلفة واللهجات المتعددة وهو النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب.
- إعظام أجور هذه الأمة من حيث تتبع هذه القراءات وجمعها وحفظها وتتبع معانيها.
تمام، معنى كدا ان الأحرف السبعة هي القراءات السبعة ؟؟؟
لا، الأحرف السبعة مش هي القراءات السبعة، وعلى فكرة القراءات الصحيحة للقرآن هي عشر قراءات مش سبعة بس 👈👉
فعلشان نفهم الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات، هنتكلم بإيجاز كدا عن القراءات، يلا بينا 💪
( القراءات المتواترة )
* التعريف : عبارة عن اختلاف الكيفيات في تلاوة اللفظ القرآني المنزل على النبي ونسبتها إلى قائليها المتصل سندهم برسول الله.
* القراءات العشر المتواترة :
- قراءة الإمام نافع وله راویان قالون ووَرْش.
- قراءة الإمام ابن كثير وله راويان البَـزِّيّ وقُـنْـبُل.
- قراءة الإمام أبي عمرو وله راويان الدُّورِيّ والسُّوسِيّ.
- قراءة الإمام ابن عامر وله راویان هشام وابن ذِكْـوَان.
- قراءة الإمام عاصم وله راويان شُعْـبَة وحَـفْص.
- قراءة الإمام حمزة وله راويان خَـلَف وخَـلَّاد.
- قراءة الإمام الكِـسَائِيّ وله راويان أبو الحارث والدُّورِيّ.
- قراءة الإمام أبي جعفر وله راويان ابن وردان وابن جماز .
- قراءة الإمام يعقوب وله راويان رُوَيْـس وروح،
- قراءة الإمام خلف العاشر وله راويان إسحاق وإدريس.
= طيب، لما هي كلها قراءات متواترة عن النبي ﷺ ، ليه كل قراءة منسوبة لإسم إمام معين ؟؟؟
- سؤال لطيف، وإجابته :👇
نسبة القراءة إلى هؤلاء العشرة نسبة اختيار ومداومة وملازمة وإقراء، وليست نسبة اختراع أو ابتكار، فكل هذه القراءات واردة عن رسول الله ﷺ بالتواتر مما تلقاه مشافهة من جبريل ( عليه السلام ).
قال الإمام نافع: " قرأتُ على سبعين من التابعين، فما اتفق عليه اثنان أخذت به، وما انفرد به أحدهم تركته، فهذا يدل على معنى الاختيار ونسبة القراءة للإمام.
- بمعنى، ان الإمام كان بيقرأ بقراءة معينة، بيداوم عليها، ويعلمها لطلابه، فمن كتر مداومته وكثرة من تعلم على يديه بها نسبت ليه القراءة دي، وضحت ؟
= وضحت 😊. طيب هو ليه نشأ الاختلاف دا في القراءات بين الناس، ما كان الكل قرأ بنفس الطريقة اللي سمعوها من النبي ﷺ ؟؟؟
- الإجابة : 👇
* منشأ اختلاف القراءات :
اختلاف القراءات ليس اختلاف تضاد ولا تناقض، وإنما هو اختلاف تنوع وتغاير، ويرجع ذلك الاختلاف إلى أسباب منها :
- نزول القرآن على سبعة أحرف. ( وكان النبي ﷺ يقرأ بها كلها على الصحابة )
- اختلاف ما تلقاه الصحابة من النبي ﷺ، فمنهم من أخذ بحرف ولم يأخذ غيره ومنهم من أخذ بأكثر من حرف.
- الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يكتف بإرسال المصاحف
وحدها إلى الأمصار لتعليم القرآن وإنما أرسل معها جماعة من قراء الصحابة يعلمون الناس
ما تلقوه مشافهة من النبي ﷺ شرط موافقة رسم المصحف المرسل إليهم. ( كل مصحف كان مكتوب برسم يحتمل أكثر من قراءة، وأهل البلد يقرؤا بالطريقة المناسبة ليهم ما دامت صحيحة ومتواترة عن النبي ﷺ )
- تمسك كل إقليم بما تلقوه من الصحابي مشافهة وتركوا ما عداها
ولهذا ظهر الخلاف بين القراءات. ( زي ما احنا في مصر بنقرأ برواية حفص عن عاصم، بينما بلاد المغرب العربي بتقرأ برواية ورش عن نافع ) .
- وضحت ؟
= تمام 👌، ايه بقى علاقة القراءات بالأحرف السبعة ؟؟؟
- الإجابة : 👇
- القراءات العشر هي جزء من الأحرف السبعة وليست حرفاً واحداً منها وليست هي كل الأحرف السبعة.
- ليس كل حرف من الأحرف السبعة قراءة، وإلا لكان عدد القراءات سبعة فقط، وهو ما لم يقل به أحد إذ القراءات المتواترة عشرة كما هو معلوم.
- الأحرف السبعة موجودة متفرقة في القراءات العشر كلها.
- الأحرف السبعة لا تحتويها رواية ولا قراءة واحدة، فمن قرأ برواية أو قراءة من القراءات المعروفة، إنما قرأ ببعض الأحرف السبعة لا كلها.
- فتبين أن العلاقة بين الأحرف السبعة والقراءات، علاقة السبب بمسببه.
*********
وبكدا نكون انتهينا من الدرس الثاني في المقدمة ( الأحرف السبعة ) وإلى أن نلتقي، عليكم من الله رضوان ولكم مني سلام ...
ربنا يتقبل منكم وزادكم علما
ردحذفاللهم آمين وإياكم
حذفجزاكم الله خيرا 🌺
ردحذفجزيتم أحسن منه آمين
حذف