أهلَ القرآن، لعلكم بخير، اليوم هنتكلم عن بعض أئمة علم التجويد، عشان لما يقابلنا اسم من الأسماء العظيمة دي فيما بعد نكون عندنا معلومة عنه، ف يلا بينا...
( تراجم بعض أئمة علم التجويد )
( ترجـمة الإمــام عــاصــم )
اسـمه : عـاصم بن أبـي الـنَّـجُـود الأسَـدِيّ الكـوفِـيّ .
كـنيتـه : أبو بكر وقيل أبو عـمرو .
مكانتـه : هو شيخ الإقراء في الكوفة، وأحد القراء السبعة، وكان من التابعين الأجلاء، جمع بين الفصاحة والإتقان والتحرير والتجويد، وقد أثنى عليه الأئمة وتلقوا قراءته بالقبول، ورحل إليه الناس للقراءة عليه من شتى الآفاق.
مناقبـه : كان عاصم فصيحاً حسن الصوت، بل إنَّه كان من أحسن الناس صوتاً في القرآن، إلى جانب ما يتخلَّق به من أدب ونُسُك، فكان إذا صلَّى ينتصب كأنَّه عود، ويمكث يوم الجمعة في المسجد إلى العصر، كان عابداً خَيِّراً كثير الصلاة، وربَّما قَصَدَ حاجةً فإن رأى مسجداً دخله للصلاة، وقال: حاجتنا لا تفوت.
قال أبو بكر بن عيَّاش : دخلت على عاصم وهو في الموت، فأُغمي عليه، فأفاق، فقرأ: ﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى الله مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾ يحققها كأنه في الصلاة لأن تجويد القرآن صار فيه سجية.
ومنها أن عبد الله بن احمد بن حنبل قال : سألت أبي عن عاصم بن بهدلة فقال : رجل صالح خير ثقة، فسألته أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة قلت : فإن لم توجد ؟ قال : قراءة عاصم .
وكان من تعظيم التابعين له أنَّه كان إذا قَـدِمَ من سفر قـبَّل أبو وائل ( شقيق بن سلمة ) يـده .
شيوخـه : زِرُّ بـن حُــبَـيْـش، وأبو عبد الرحمن السًّـلًّمِـيّ .
رواتـه : كثيرون منهم حفص بن سليمان، وأبو بكر شعبة بن عياش ،وحماد بن سلمة ، وغيرهم .
وفاتـه : توفي آخر سنة (129هـ) وهو الصحيح كما قال ابن الجزري، وقيل: (128هـ)، وقيل غير ذلك، واختلف في مكان وفاته، والأكثر أنه تُوفي في الكوفة، وقال الأهوازي: إنه توفي بالسَّمَاوَة من الشام ودُفن بها.
سند قراءتـه : قرأ على ( أبي عبد الرحمن السلمي ) وقرأ ( أبو
عبد الرحمن ) على ( علي بن أبي طالب ) وقرأ ( علي ) على رسول الله ﷺ .
وقرأ أيضاً على ( زِرِّ بن حـبـيـش ) وقرأ ( زِرُّ ) على ( عبد الله بن مسعود) وقرأ ( ابن مسعود ) على رسول الله ﷺ .
---------------------------------------
( ترجــمة الإمــام حــفص )
اسمه : حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داوود الأسدي الكوفي الـبَـزَّاز، ويعرف بـحُـفَـيْـص وكان ربيب الإمام عاصم ( ابن زوجته ).
كنيته : أبو عمر.
مولده : ولد سنة 90 هـ .
منزلته : قارئ أهل الكوفة، وأعلم أصحاب عاصم بن أبي النَّجُود بقراءته، قرأ عليه مِراراً، فهو ربيبه، ويقيم معه في دار واحدة. وكان الأوَّلون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عيَّاش، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ بها على عاصم، وقد أقرأ النَّاس دهراً، وقرأ عليه خلق كثير، ونزل بغداد فأقرأ بها، وجاور مكة فأقرأ بها.
قال محمد بن سعد العوفي عن أبيه: حدثنا حفص بن سليمان، لو رأيته لقَرَّت عيناك، فهمًا وعِلمًا .
وقال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رُوِيت عن قراءة عاصم: رواية أبي عُمَر حفص بن سليمان .
سنـده : قرأ ( حفص ) على ( عاصم ) وقرأ ( عاصم ) على ( أبي عبدالرحمن السلمي ) وقرأ ( السلمي ) على ( علي بن أبي طالب ) وقرأ ( علي ) على رسول الله ﷺ .
وفاته : توفي سنة 180هـ وله تسعون سنة، وقيل بين الثمانين والتسعين.
-----------------------------------------
( ترجــمة الإمــام الشـاطــبي )
اسمه : هو الإمام العالم أبو محمد القاسم بن فِــيْـرُّه بن خَلَف بن أحمد الـرُّعَـينِـيِّ الشاطبيِّ الضَّرير المقرئ أحد أعلام القرن السادس الهجري .
فِــيْـرُّه معناه الحديد بلغة عجم الأندلس .
مولـده : ولد بشاطبة
إحدى قرى جزيرة الأندلس سنة 538 هـ .
مناقـبه : كان رحمه الله حاد الذكاء، بارعاً في القراءات والرسم والنحو والفقه، وكان إماماً حجة في علوم القرآن، وكان زاهداً في الدنيا مقبلاً على الله بمختلف العبادات وكان لا يجلس للإقراء إلا على طهارة.
رحلته : نشأ بشاطبة مُقبلًا على العلم؛ حيث تعلَّم القراءات على شيخه أبي عبدالله محمد بن أبي العاص النَّـفـزي، ثم رحل إلى بلنسية بالقرب من بلده، فعرض بها التيسيرَ مِن حفظه، والقراءاتِ على ابن هُذيل، وسمع منه الحديثَ، ثم رحل للحَجِّ فسمع مِن أبي طاهر السِّلَفي بالإسكندرية، ولما دخل مصر أكرمه القاضي الفاضل، وعرف مقداره، وأنزله بمدرسته التي بناها داخل القاهرة، وجعله شيخًا لها، وفيها نظم قصيدتَه اللامية الموسومة بـ (حِرز الأماني ووجه التَّهاني)، والتي اشتهرت في الآفاق باسم الشـاطـبيَّة نسبةً إليه.
تلاميذه : علي بن شجاع المعروف بالكمال الضرير، والشيخ علم الدين السخاوي، وغيرهم.
مؤلفاتـه : كان الإمام الشاطبي يتوقَّد ذكاءً، له الباعُ الأطول في القراءات والرَّسم والنَّحو والفقه والحديث؛ ألَّف في ذلك متونًا ممتعةً، بَدَت فيها غزارةُ عِلمِه، ورجاحةُ عقله، وعُلُوُّ منـزلتِه، فلمَّا تصدَّر مصر عظُم شأنُه، وبعُد صيتُه، وانتهت إليه رئاسةُ الإقراء، كان إذا قُرئ عليه الموطَّأ والصَّحيحان تُصحَّح النَّسخ من حفظه حتى كان يقال : إنَّه يحفظ وقْر بَعير من العلوم، له من التآليف :
♦ نظم الشاطـبيَّة : وهي حِرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السَّبع.
♦ عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد : وهي في الرَّسم، وهي مائتان وثمانية وتسعون بيتًا.
♦ ناظمة الزُّهر في أعدادِ آيات السُّور : وهي في عدِّ المصحف وعلم الفواصل.
♦ قصيدة داليةٌ في نحو 500 بيت، نظم فيها كتاب التمهيد لابن عبدالبر.
* بعض ما قيل في فضل نظم الشاطبية :
روى عنه أنه رأى النَّبي في المنام، فقام بين يديه وسلَّم عليه، وقدَّم قصيدته الشاطبية إليه، وقال: يا سيدي يا رسول الله، انظر هذه القصيدة فتناولها النبي بيده المباركة، وقال: هي مباركةٌ، مَن حفظها دخل الجنةَ، وزاد القرطبي: بل مَن مات وهي في بيته دخل الجنة.
وكان رحمه الله يقول : (لا يقرأ أحدٌ قصيدتي هذه إلا وينفعه اللهُ بها، لأنني نظمتُها لله سبحانه).
وقد طاف حول الكعبة كثيرًا، وهو يدعو لمن يقرؤها فيقول : (اللهم فاطر السماوات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ هذا البيت العظيم، انفع بها كلَّ مَن يقرؤها).
سنـده : قرأ على
(بن هذيل البلنسي) على (سليمان بن نجاح) على (أبو عمرو الداني) على
(أبي الحسن بن غلبون) على (محمد بن صالح الهاشمي) على (أبي العباس الأشناني) على (عبيد
بن صالح الصباح) على (حفص) على (عاصم).
وفـاتـه : وتوفي رحمه الله يوم الأحد بعد صلاة العصر، وهو اليوم الثامن بعد العشرين من جمادي الآخرة سنة 590هـ ، ودفن يوم الاثنين بمقبرة القاضي الفاضل بالقرافة الصُّغرى بالقرب من سفْح الجبل المقطَّم بالقاهرة، وصلى عليه أبو إسحاق المعروف بالعراقي، إمام جامع مصر يومئذ، وقبره معروف إلى الآن تغمده اللهُ برحمته الواسعة.
--------------------------------
( ترجـمة الإمـام ابن الجـزري )
اسمـه : هو شيخُ القرَّاء العلاَّمة الثِّقة الإمام الحافظ: أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجَزَرِيُّ الشهير ب ابن الجزري نسبة إلى جزيرة ابن عمر، (تسمَّى جزيرة "بُوْطَان" حاليًّا، وتقع في منطقة جنوب شرق الأناضول بتركيا، قربَ حدود العراق وسوريا).
مولـده : وُلد رحمه الله بدِمشق في ليلةِ السبت الخامس
والعشرين من شهرِ رمضان سنة 751هــ، وقصَّة
ولادتِه عجِيـبة؛ فقد كان أبوه عقيمًا - أي: لا يُولد له - فذهب إلى
الحجِّ، وفي أثناءِ حجَّته شرب مِن ماء زمزم بنيَّة أن يُرزَق ولدًا صالحًا
عالمًا، ثم رجع إلى الشامِ، فما أن جاء رمضان إلاَّ وقد وُلد ابنُه محمد .
نشأته وحياته : نشأَ رحمه الله في دمشق، وأتمَّ حفظَ القرآن الكريم في الثالثة عشرة من عمرِه، وصلَّى به وهو ابن أربعة عشر، وأفرد القراءات وعمره خمس عشرة سنة، وجمعَها وهو ابن سبعة عشر عامًا.
حجَّ مرارًا، ورحلَ إلى مصر تكرارًا، والتقَى بالأئمَّة القرَّاء، وسمع الحديثَ، وأخذ الفقهَ، وأجازَه بالإفتاء أبو الفداء إسماعيل بن كثير وغيرُه.
وجلس للإقراء تحت قُبَّة النَّسر من الجامع الأُموي سنين، ووليَ مشيخةَ الإقراء الكبرى، وابتنى بدمشق مدرسةً سمَّاها "دار القرآن الكريم"، وولِيَ قضاءَ الشام سـنة 793هــ.
ولم يكن الإمام عالمًا في التجويدِ والقراءات فحَسْب؛ بل كان عالمًا في شتَّى العلومِ؛ من تفسيرٍ وحديث وفقهٍ وأصول وتوحيدٍ وبلاغة ولغة، وسافر لنشر العلمِ إلى أنطاكيا ثم بُرْصَة في تركيا، ولما قامَت الفتنةُ التيموريَّة في بلاد الروم رحل إلى بلاد ما وراء النَّهر، ثم إلى شيراز في إيران، وتعلَّم على يديه خلقٌ كثيرون.
مـؤلفـاتـه : كان غزير الإنتاجِ في ميدان التأليف، في
أكثر من علمٍ من العلوم الإسلاميَّة، وإن كان علم القراءات والتجويد هو
العلم الذي اشتهر به، وغلب عليه، إلاَّ أنَّ له كتبًا في الحديث ومصطلحِه،
والفقه وأصوله، والتاريخ والمناقب، وعلوم اللغة، وغير ذلك، وتجاوز عددُ
مصنَّفاته التسعين كتابًا، نذكر منها أهمَّ مؤلَّفاته في علمِ القراءات
والتجويد:
- منظومة المقدمة فيما يجب على قارئ القرآن أن يعلمه المشهورة بـ ( المقدمة الجزرية ).
- تحبير التيسير في القراءات العشر.
- النشر في القراءات العشر.
- غاية النهاية في طبقات القرَّاء.
- التمهيد في علم التجويد.
- منجد المقرئين ومرشد الطالبين.
- منظومة الدرَّة المضيَّة في القراءات الثلاث المتمِّمة للعشر المرضيَّة.
- منظومة طيِّبة النشر في القراءات العشر.
- إتحاف المهَرة في تتمَّة العشرة.
- غاية المهرة في الزيادة على العشرة.
سـنده : قرأ على (عبد الرحمن بن أحمد البغدادي) على (محمد بن الصائغ) على (علي بن شجاع) على (الشاطبي).
وفـاتـه : توفِّي الإمامُ ابن الجزري رحمه الله ضحوة يوم الجمعة 5 ربيع الأول سنة 833 هــ بمنزلِه بمدينة شيراز في إيران، ودُفن بدار القرآن التي أنشأها بها عن عُمْرٍ يناهز 82 سنة رحمه الله تعالى .
**********************************
وبكدا نكون انتهينا من الدرس الرابع في المقدمة، وإلى أن نلتقي، عليكم من الله رضوان ولكم مني سلام ...
اللهم انفعنا بما علمتنا، وتقبل منا
ردحذف